البنية الحجاجية في شعر الحكمة الأندلسي –دراسة في نماذج
حاويات
الخلاصة
تسعى هذه الدراسة إلى تمثُّل البنية الحجاجية في شعر الحكمة الأندلسي بوصفه خطابًا
فاعليا أُنتج وفق سياقات خاصة، وهي تنطلق من التساؤل عن مدى حضور المكون
الحجاجي في هذا الشعر، بافتراض أن له خصوصيته حجاجية بنيوية تتعالق مع الحكمة
كقول جامع، وقد تناولت الدراسة مجموعة من النصوص وحرصت على استنطاقها دون
إخضاعها لقوالب جاهزة، على أمل أن تفرض النصوص أدواتها الحجاجية، فتخلص
الدراسة إلى نتائج أكثر موضوعية. ولقد اعتمدت الدراسة رؤية تداولية لتحليل النصوص،
تركزت على العلاقات الحجاجية التي تشكل الهيكل العام وتبرز المنطق الذي يُكم النص،
ويصنع الأثر في المتلقي العام الخاص، وقد جاءت في أربعة فصول؛ تناول الأول مفهوم
الحجاج من حيث النظرية والممارسة؛ مستعرضًا طبيعته في الفكر اليوناني والعربي القديم،
وبعض الاتجاهات الحجاجية الحديثة، وتناول الثاني مفاهيم مرتبطة بالحجاج، مثل الجدل
والخطابة والمغالطات، وحضور الحجاج في الشعر قياسًا على خطابات أخرى، أما الثالث
فقد اهتم بتصنيف الحجج وبيان طبيعتها وخصوصيتها مع التمثيل لكل منها بأمثلة نثرية
وشعرية أندلسية وعامة، وخُصص الرابع للجانب الإجرائي، ومما انتهت إليه الدراسة أنّ بنية
شعر الحكمة تعكس الترابط العميق بين البعد الفني والمكون الإقناعي؛ يظهر ذلك في
اعتماده أساليب تستند إلى القيم العامة، والمرجعيات الواقعية، والمشترك الثقافي، والمؤثرات
السلطوية والعاطفية والجمالية، وقد أبرزت الدراسة الدور المركزي لهذا المنتج في صناعة الأثر
على مستوى مجتمع مختنق بالتحديات، وكان مما أوصت به إجراء دراسات معمقة ترصد
الشبه التكويني بين الخطابة وشعر الحكمة